د.سلمان العودة في مدينة البيضاء

د. سلمان العودة بالبيضاء ودرنة

07/06/2010

البيضاء- درنة- (خاص) ليبيا اليوم- هشام الشلوي

نزل الدكتور سلمان العودة والدكتور عبد الوهاب الطريري بفندق مرحبا بالبيضاء، وذلك ضمن جولة شملت مدن طرابلس وبنغازي والبيضاء ودرنة، بدعوة من الدكتور سيف الإسلام القذافي لإلقاء سلسلة محاضرات عن الدور الإيجابي للمراجعات الفقهية التي قامت بها الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، ونصح الشباب بضرورة الاحتفاء بالحياة والعمل للمستقبل.

رافقه في رحلتيه إلى البيضاء ودرنة الدكتور علي الصلابي والدكتور أسامة الصلابي، كما استقبله بهما مسؤولو الهيئة العامة بهما.

وكان موضوع محاضرتي البيضاء ودرنة متشابهين في الأفكار الرئيسية، عدا تركيز الدكتور العودة على خصيصة كل مدينة، ففي البيضاء وبمسجد عثمان بن عفان وبعد صلاة المغرب، كانت كلمته هو ورفقيه الدكتور الطريري ركزا فيها على ما يتمتع به الجبل الأخضر من طبيعة خلابة، وما شاهداه في وادي الكوف من مناظر أرجعت إليهما ذكريات جهاد الشيخ عمر المختار ضد الغزاة الإيطاليين.

كما تحدث العودة عن لقائه بالشيخ محمد نجل الشيخ عمر المختار، وكذلك فعل الشيخ الطريري الذي أخذه الوجد عند لقاء محمد عمر المختار فتمنى- يقول الطريري- تقبيل يد ورأس الشيخ عمر المختار لو كان حيا.

أيضا تحدث الدكتور سلمان عن طاقات الشباب والجيل الصاعد، وأنها يجب أن توظف في مكانها الصحيح، في إعمار الأرض والوطن، وأنها تجد فرصته الحالية في المشاركة في التنمية الحقيقة التي تمر بها ليبيا الآن – على حد تعبيره- .

وأشار العودة إلى أنه فرح بليبيا كونه يرى شبابها يتصدرون مسابقات حفظ القرآن في مصر والسعودية ودبي وإيران، وذلك إنما يدل على مدى حب هذا البلد وأهله للقرآن حفظا وتجويدا وعملا، وفي نفس السياق قال الطريري أن عمر المختار الآن فرحا مسرورا بأجيال وشباب ليبيا الحافظين لكتاب الله.

وفي درنة قدم العودة لمسجد الصحابة في الساعة العشرة صباحا، حيث كثف رجال الأمن تواجدهم تحسبا للازدحام على الشيخ ومرافقيه لغرض السلام عليهم، إلا أن الطريري الذي كان معه بدرنة لم يلقي أية كلمة مكتفيا بمحاضرة العودة، حيث كانا على عجلة من أمرهم للذهاب لمطار الأبرق لغرض العودة إلى طرابلس.

وبدأ العودة محاضرته بمسجد الصحابة بدرنة مشيدا بمدينة درنة وطبيعتها الجملية حيث يحتضنها البحر ويطل عليها الجبل، وأنه برؤيته لدرنة والقرى المحيطة بها كـ (رأس الهلال ولأثرون) سيعيد النظر في فكرة أن منطقته (القصيم) هي أجمل مناطق العالم، كما أنه هنأ أهل درنة بصعود فريق دارنس للدرجة الأولى.

كما تحدث العودة عن أن رسالة الإسلام انتشرت عن طريق التجار والأخلاق الكريمة التي تحلوا بها، ولم تنتشر بالقوة، كما يجب على المسلمين أن يكونوا ممثلين جيدين للإسلام في بلاد الغرب، وأن يقدموا رسالة الإسلام بما تحويه من سماحة وحب للآخرين ووسطية.

جانب من الحضور
جانب من الحضور

وقال إن المسلمين رغم كثرتهم في بريطانيا إذ يبلغ عددهم ثلاثة ملايين مسلم، إلا أن الصهاينة واليهود يشوهون صورة المسلمين ويحذرون المجتمع البريطاني من عنف المسلمين وأنهم لا أمان لهم مهما بدا ظاهرهم سمحا وكريما، كما أن بعض المسليمن يقدمون أدلة عملية تزكي وتعزز الادعاءات الصهيونية التي تدعو لاجتثاث المسلمين من بريطانيا وأوروبا كلها.

وأضاف أن بالعالم أربعة ونصف مليار نسمة لا يعرفون عن الإسلام شيئا ولا عن نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- شيئا، فلماذا لا نستغل وسائل الإعلام الحديثة من إنترنت كالفيس بوك واليوتيب والتويتر في نشر دعوة الإسلام والدعوة له؟ إذ أننا مسؤولون أمام العالم عن إيصال حقيقة الإسلام له وبالتي هي أحسن، وبالقدوة الحسنة، كما أنه على الشباب المسلم أن ينتشر حول العالم لإبلاغ الرسالة الإسلامية كما فعل الصحابة الأوائل الذين بشروا بالدين الجديد في كل بقاع الأرض واصقاعها، وضرب مثلا بذلك على جزر المالديف التي انتشر فيها الإسلام عن طريق الرحالة المسلمين الذي استوطنوا بها ونشروا الدعوة من خلال تمثلهم بسلوكيات الإسلام، أما جارتها في سيرلانكا التي يدين أهلها بالبوذية فنسبة الإسلام فيها ضعيفة جدا لعدم انتشار المسليمن بها.

كما قال، إن واقع العالم الإسلامي يثير القلق، إذ به قابلية للاقتتال والتفسخ والتطاحن كما يحدث في العراق وأفغانستان والباكستان والصومال واليمن، بينما إسرائيل تحتل أرضا ليست أرضها وتشرد شعبا أعزل ولا تعبأ بشيء، تساءلت في نفسي- يقول العودة- مع ذلك يعيش الإسرائيليون استقرارا داخليا وتوافقا بينهم رغم كل الاختلافات العرقية والثقافية والحزبية التي من المفترض أن تفرق بينهم، إلا أنهم تمسكوا بقوانين صارمة يخضعون لها ولديهم شفافية في انتخاباتهم، كما أنهم يقفون بجنب بعضهم البعض رغم مصالحهم الحزبية الضيقة المختلفة، فلقد وقفت ليفني بجانب نتانياهو في أزمة أسطول الحرية ولم تخضع للحسابات الحزبية والسياسية.

وتحدث العودة عن أن التشرذم والتفرق والاختلاف ووجود مشاريع متناقضة من أهم أسباب الزوال والفشل في الحياة، وهذا مستفاد من تجارب الحياة الإنسانية وما يحكم به العقل السليم، وضرب مثلا على ذلك بالقول، إنه لو كان لديك مشروع بالبيضاء ومشروع بدرنة، فلن تنجح هذه المشاريع لاختلافها وتناقضها، فالحياة مليئة بالفرص، وعلينا أن نبحث عنها، لأنها كثيرة ومتعددة، كما أنه توجد فرصة كبيرة لصناعة فرص جديدة في هذا البلد ليبيا واستخدام اللغة السحرية التي تؤكد على التسامح الحقيقي ونبل الخلق والصبر، فبدون الصبر لن ينجح أحد في الوصول لهدفه ومبتغاه.