هذا القائد الذي حمل نعشه علي كفه طوال حياته مقاتلاً في سبيل دينه ووطنه، ناذراً نفسه للجهاد مردداً دائماً " أنا لا أريد قيادة ولا منصباً بل أريد جهاداً رغبة في ثواب الله تعالي "، لم يكن يخاف أو يهاب الموت أبداً، يقاتل من فوق صهوة جواده،لا يعرف المتاريس ولا الخنادق، زاهداً في الدنيا لم ينل يوماً من أسلاب وغنائم العدو، قال عنه قائده عمر المختار عقب استشهاده " أتذكر حسين الجويفي عند اللقاء مع العدو أو عند قراءة الحزب".
القائد التقي الورع حسين مفتاح الجويفى البرعصي، ولد بالجبل الأخضر في نهاية القرن التاسع عشر، عرف برباطة جأشه وشجاعته وسداد رأيه، أشتهر بالفروسية وبمواقفه البطولية النادرة وحسن البلاء أثناء المعارك، اعتاد علي أن يصلي ركعتين قبل كل لقاء مع العدو.
بدأ حياته الجهادية ضابطاً في صفوف الأتراك، الذين شكلوا المقاومة في بداية الغزو الايطالي لليبيا، وبعد انسحاب الأتراك علي أثر معاهدة لوزان، وإعادة تنظيم صفوف المقاومة تحت قيادة القائد الإسلامي السيد أحمد الشريف السنوسي، تولي القائد حسين الجويفي عدة مناصب في صفوف المقاومة، قيادة معسكرات أجدبيا، والأدوار النظامية في البريقة والعقيلة، وقومندان طوابير الطلبة " طوابير تضم المتعلمين من المجاهدين ".
وعندما تولي عمر المختار قيادة المقاومة الليبية عام 1923 م وشكل الأدوار تحت قيادته تولي القائد حسين الجويفي قيادة " قائم مقام" دور البراعصة والدرسة وعضوية الهيأة الإستشارية العليا للأدوار و التي تعرف بهيأة الجبل " القيادة العسكرية والسياسية لحركة المقاومة الليبية " ومستشاراً لعمر المختار لمكانته العظيمة عنده.
شارك القائد حسين الجويفي في عدة معارك أشهرها معركة الرحيبة بقيادة عمر المختار، قاد معركة يوم المنجل ومعركة المطمورة، ومن أبراز المعارك التي قادها معركة يوم أم الشفاتير في 10 أغسطس 1927 م والتي شارك فيها عمر المختار وبعض من قادة حركة المقاومة الليبية تحت قيادته، وقد حققوا خلالها انتصاراً باهراً علي العدو المدجج بالأسلحة الحديثة والمدعوم بالطائرات، واستشهد في تلك المعركة القائد" قائم مقام " محمد بونجوي المسماري والقاضي الشيخ محفوظ الورفلي قاضي الأدوار.
دفع القائد حسين مفتاح الجويفي حياته ثمناً للحرية شهيداً يوم 13 أغسطس 1927 م عند بئر الزيتون بالقرب من أبيار الزوزات و دفن بمكان يعرف بالخبابيز.
أقيم له في عام 1980 م احتفال ونصب تذكاري بمنطقة جردس الجراري بالقرب من منطقة اسلنطه جنوب مدينة البيضاء تخليداً لذكراه وامتناناً بدورة البطولي.
فارس المقاومة_القائد المغوار حسين الجويفي كان أحد أهم المجاهدين متمترسا بناقته المضروبة..يجندل بالرصاص أفراد العدو الواحد تلو الآخر,,قاد الشهيد حسين الجويفي (معركة عقيرة أم الشفاتير) التي وقعت سنة : 1930م وأبلى فيها بلاء حسنا .. وفي طريق عودته منها كمن له اثنان من الأحباش وراء شجرة في مكان يعرف بـ " الخبابيز" .
وذلك حينما رأوا سرج حصانه يلمح تحت ضوء الشمس وأدركوا أنه فارس غير عادي ولما اقترب من الشجرة أطلقا عليه النار غيلة فسقط شهيدا .
كان المجاهد عبد السلام دجاجات..صديقا مقربا وملازما للشهيد حسين الجويفي .. وقد قال في لقاء سابق له : " كان الشهيد حسين الجويفي .. بأخذ السلاح والذخيرة فقط ..ولا يأخذ الأسلاب ( الغنائم ) " .
وعندما مر عمر المختار بقبر رفيقه في الجهاد ومستشاره الخاص ..الشهيد حسين الجويفي ( 80 كم شرق سلنطة ) ووجده وحيدا بلا جار أو مؤنس .. جلس عند قبره وقرأ على روحه الطاهرة الفاتحة ودعا له .. ثم انصرف وهو يردد ( غناوة علم ) اشتهرت عنه فيما بعــد : " شهير لسم وافي الدين ... تما غفير في فاهق خلاء " .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا يوجد حالياً أي تعليق